مناسبات

مكانة المسجد في بناء الشخصية المسلمة  وآثاره في إثراء الحضارة الإنسانية

عروض وأبحات
قدمت بمناسبة تدشين الزاوية التجانية الكبرى لسيدي محمد الكبير التجاني
بحي بريمة
27 ماي 2006 / 29 ربيع الثاني 1427
محاضرة ألقاها الشريف سيدي محمد الكبير البعقيلي بمناسبة تدشين الزاوية التجانية بحي بريمة في مراكش تحت عنوان “مكانة المسجد في بناء الشخصية المسلمة وآثاره في إثراء الحضارة الإنسانية”
 مكانة المسجد في بناء الشخصية المسلمة

 وآثاره في إثراء الحضارة الإنسانية

 

الحمد لله الذي أحيا قلوب المومنين به وأهلهم للانفراد بذكره وأفرد لهم أماكن للخلوة لمناجاته وأذن في إقامة قواعد بيوته مطهرة عما يشغل عن التعبد له وحده لطاعته.

منذ خلق الله الإنسان في صورة نبي الله وخليفته آدم عليه السلام وأقام العوالم وسخر الأكوان وهو يعتني بالإنسان بإرشاده إلى ما يصلح له مآلا ومعادا. داعيا إلى توحيده ومعرفته بمرتبته الألوهية بأسمائه الحسنى وصفاته العلا مرتبا له حكمة منه وفضلا من أنوار أسمائه وتجليات صفاته ما تنقشع عنه به سحابة الأغيار وتبدو له به عظمة الحق في تفريد الوجهة إليه  ووحدانيته وإقراره بربوبيته.

أرسل الرسل، وأنزل عليهم الكتب تبيانا لخلقه المكلفين مناط حكمة وهدي شريعة  فبان لذوي الأبصار والبصائر أن الحكمة من تعلق إرادته بإيجاد خلقه ليعرف بعبادته  والتذلل لمرتبته والاستشعار بالفخر والافتقار إلى الموجد الفاعل المختار.

اختلفت المشارب وتباينت الأغراض فلزم –إذن- لإظهار اختيار الخلق في طريقه وسلوكه أن تدعو الرسل صراحة المرسل إليهم  دعوة بينة المعالم واضحة المسالك دعوة إلى الإقرار بإله واحد إليه يصمد الصامدون ويحتاج إلى عزه المكابرون ويتذلل إليه الخانعون الخاشعون. فتميزت الحضرات فمنهم من آمن ومنهم من صد عنه.

وللذين آمنوا وصدقوا وهدوا إلى طريق الحق أمر الله بتشييد أماكن العبادة  لتخصص من بين الأماكن الأخرى لأداء عبادة ربها هنيية مطمئنة فيها  لا يشغلها شاغل عن توفية حق ربها عليها من صلاة وذكر وتلاوة قرآن أي أماكن العبادة التي أطلق عليها  بيوت الله  توجهت القلوب فيها لإظهار ما يجب عليها من طاعة وامتثال. فكان أول بيت  وضع للذكر ومنذ الخليقة الأولى  البيت الذي  ببكة المكرمة. شاء الله أن يقصده من يقصده ممن شرح الله صدره للإيمان برسله  وكتبه  وملائكته فمن آدم وإبراهيم وإسماعيل إلى نبينا ورسولنا سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، والبيت الذي بوئ لإبراهيم عليه السلام ورفع قواعد أسسه نبيا الله  إبراهيم وإسماعيل  على نبينا وعليهما أفضل الصلاة والسلام يؤمه العاكفون والركع السجود مطهرا من الشرك والوثنية  ومن عبث العابثين وعنجهية المارقين.

ولأجل إبراز مكانة المسجد في بناء الشخصية المسلمة وآثاره في إثراء الحضارة الإنسانية، قسمت هذا المنحنى إلى موضعين :

– المسجد وبناء الشخصية المسلمة

شاءت الحكمة الإلهية وقد صنف الأمم والأقوام إلى مطيع وعاص أو مومن وكافر أن يخص الفئة المهدية بأماكن تتوجه إليها مرارا في اليوم لعبادة ربها وفق المطلوب منها شرعا كتابا وسنة وأن تحظى هذه الأماكن بقدسية من روادها   تشريفا للإضافة إذ شرفها الله بإضافتها إليه فدعيت بيوت الله ونجوم الأرض المساجد، فالمساجد إذن بناء مرفوع القواعد يبنى على تقوى من الله ورضوان لاجتماع المسلمين فيه على اختلاف أعراقهم ولغاتهم وسحناتهم في وحدة تامة وإيمان برب واحد وعقيدة واحدة وتوجه بقلب واحد للمعبود بالحق الواحد الأحد، تفنى فيه وعنده الرتب والألقاب فلا ميزة ولا رخصة لأحد على آخر إلا التفاضل في التقوى والمسارعة في الخيرات  وعمل المكرمات.فبيت الله، هذا البيت كرامة العبد المومن حيث  يختلي فيه العبد بمناجاة ربه  يدعوه وحده  ويسعى إليه  خاضعا خاشعا منيبا إليه مشفقا على نفسه أن لا يقبل عمله  متحررا وهو راكع أو ساجد، من الغير والغيرية مجردا قلبه مما سواه مطيلا الوقوف ببابه  فانيا  عن نفسه مراقبا أحواله مع فعل ربه، شاكرا حامدا منيبا إليه يخشى مقام ربه، متحررا من ربقة العبودية لغير مولاه. فهذا التجرد من سواه هو عزه واعتزازه لا عزة إلا لله. وبه تقوم شخصية المسلم وتنمو فطرته التي فطره الله عليها يترقى بها نحو الكمال الخلقي  والرضى السرمدي  والخلد في جنة النعيم المقيم.

فالمسجد إذن هو داعمة من دعائم الإسلام فلا تحصل الهداية ويتم الرشد وتصفو الأخوة الصادقة ويثمر العمل الصالح و الرشاد الكامل إلا باجتماع المسلمين في بيت من بيوت الله لا يستأذن فيه البعض على البعض إذ كل المسجد للواردين والصادرين عام لا يرد أحد قصده و لا مومن أراده، فالمسلم فيه ضيف من ضيوف  الرحمن وللمضيف أن يكرم ضيفه بأنواع التكريم والتقريب وانالة المنزلة ورفع الدرجة وإغداق الآلاء الرحمانية والإحاطة بالعناية الربانية.

يقول تعالى في سورة النور: ” في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لاتلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكرالله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ….والله يرزق من يشاء بغير حساب”.

إشراق نور الله على عباده في بيوته المؤسسة على التفرد بطاعته وتبيان مدى إخلاص العبادة له فيها وحده من عبيد له قلوبهم معلقة به مشغولة بتلبية دعائه على أيدي رسوله.لا تتوانى ولا يأخذها الفتور والكسل لدى سماع النداء من التلهي بما هو من متاع الدنيا وزهرتها من المعاملات التجارية والبياعات المدرة للأرباح والأموال، من أن تستجيب تاركة ما كان شغلا المعاشي لتتوجه إلى شغل آخر؛ الشغل الذي خلقت من أجله عبادة ربها. من أجل هذه الروح النيرة المتمكنة في القلوب تكونت شخصية المسلم القوية بربها المستعينة به على أمرها الدنيوي والأخروي أسلمت القياد لخالقها فاطمأنت نفسها فركنت لزادها الذي تتعول عليه يوم لقاء ربها. إخلاص العبودية والتعلق بالربوبية.

– المسجد والتربية القويمة الأخلاقية :

أول ما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحرة قرب المدينة بعد الهجرة وأول عمل ابتدره وسعى إليه منشأ إياه ومعتنى به غاية الاعتناء والإشراف و الإنفاق، بناء مسجد قباء وهو أول مسجد في الإسلام أسس على تقوى من الله و رضوان. وجمعت فيه الصلاة. فلماذا إذن هذه المبادرة الأولى حين النزول بقباء أما كان أن يؤخر التأسيس حتى التمكن من النزول بالمدينة والاستراحة فيها ثم التعرف على أحوال أهلها وما يراد من الهجرة إليها ؟

هذه أسئلة كانت ينبغي أن تطرح ويوجد لها جواب يرضي الأنصار ويفرح المهاجرين  ولكن إن الجواب  جاء وحيا وقرآنا كريما يؤذن بالبدء  في العمل الذي  بدونه لا يتحقق المطلوب من الهجرة ولا يعرف الغاية من النبؤة الداعية إلى الله  بالقول و الفعل و العجلة إليه فالدعوة إلى الله الواحد الأحد وإعلان شرع الله  بالحكمة و التعلم والموعظة  الهادئة المؤثرة في العقول لقمينة بتحقيق الغاية المنشودة من جمع القلوب على الله  وتوحيد الرؤيا في منهج محكم  يحمل على القناعة، قناعة التقوى التي ألفت التشبث بما  ورثته عن آبائها وأجدادها، والتي وجدته مؤثرا  في عقلها الجمعي وفي عوائدها ومجريات  أمرها ، إن من الصعب مخاطبة  العقول  ومناشدة النفوس للإقلاع عما  تمكن منها مما هو إرثا مستحكما مؤثرا من غير مكان يلاءم الجماعة المهتدية  والتي لم تهتد بعد، لكنها مشوقة إلى معرفة الحقيقة لدفع الأوهام  المتجذرة في قرارة الأنفس المائلة لماضيها، فكان أول شيء بدئ به هو بناء المسجد لاجتماع الناس فيه لأداء ما افترض عليهم ولمخالطة الرسول صلى الله عليه وسلم  لسماع ما ينزل من الوحي و للاعتبار بما يملى من علم نافع يصل المومن برسول الدعوة ويحقق الغرض من طاعة الله وامتثال أمره.

فالمسجد –إذن-  مؤسسة عظيمة  قواعده في أعماق الأرض  وصرحه في السماء ووسيلة أساسية لبناء صرح الدين ومعلمة تساعد المسلم على الاستضاءة بأنوار العلم المقتبس من مشكاة الشرع ومكان يتخذ لاجتماع المسلمين لعبادة ربهم  وتدبر أمر دينهم والرقي بالنفوس لأعلى الملكوت لتستأنس بنعم ربها عليها ولتوحده  قلبا وقالبا عملا وقولا وحالا، ولمكانته في العبادة وفي إفشاء العلم جاء الحض على بناء المساجد  قربة لله وأثرا حميدا يؤجر عليه بانيه أجرا عظيما  ويثاب عليه ثواب الخالدين المنعمين برضا الرب الكريم.

– الترغيب في بناء المساجد :

أخرج الشيخان في صحيحيهما عن أمير المومنين عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من بنى مسجدا  يبتغي به وجه الله  بنى الله  له مثله في الجنة. وروى بن ماجة عن عمر بن الخطاب  رضي الله عنه قال  رسول الله  صلى الله عليه وسلم : “من بنى مسجدا يذكر به اسم الله  بنى الله له بيتا في الجنة”.

الترغيب في بناء المساجد وما يترتب عليه من مثوبة وجزاء لمن بادر لإحياء قرية أو مدينة أو دور بإسماع الناس  صوت المؤذن من أعلى صومعة المسجد مبلغة كلمة الله الخالدة الله اكبر، والدعاء إلى تكرار الشهادتين  والسعي إلى المسجد بعد سماع أذان المؤذن ينم عن مجاهدة النفس الأمارة بالسوء وتعبر عن نية المحسن المبادر والمنفق ماله ابتغاء وجه الله لنفع خلق الله من عباده المؤمنين  أن عمله مصون،  وسعيه مشكور،  وفعله مقبول ونفقته مدخرة له ، عند المعبود المتوجه إليه بالعمل الصالح.

قال تعالى :  “وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا ” فحرمة المسجد من تعظيم الله له حيث أسماها بيوت الله المخصوصة بذكره وعبادته لا تصلح لغير ذلك من أمور الناس الدنيوية وأغراضهم الموجهة لسعيهم مما يحتاج إليه في المعاش لذا أمر بتنظيفها وتجميرها في الجمع وتجنيبها ما لا يحقق غرضها مما يشوش أو يشوه  مكانها وعبادتها فلم تخلق وتنشأ إلا لعبادة الله وذكره. فعن وائلة  بن الأسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  “جنبوا المساجد صبيانكم ومجانينكم وشراءكم وبيعكم وخصوماتكم ورفع أصواتكم وإقامة حدودكم وسل سيوفكم واتخذوا على أبوابها المطاهر  و جمروها في الجمع”.

– المسجد حلقة للعلم وسبيل الوصل والتواصل:

قال صلى الله عليه وسلم للأعرابي الذي بال في جانب من المسجد إن المساجد لم تبن لهذا  إنما بنيت لذكر الله والصلاة فيها فذكر الله كل ما يذكر بالله من صلاة أو تلاوة قرآن ودراسة أحكام أو سماع علم  يدخل تحت ذكر الله  ومن تم كان المسجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم جامعا لكل هذا فهو النادي الذي تدارس فيه أمور المسلمين وهو المكان الذي يتشاور فيه فيما يرومون مما فيه تثبيت عقيدة ومنافحة عن حرمة المكان والدين أو شرح ما يتلقى من وحي غض ثم الإرشاد المستمر لتصحيح قواعد الدين  وتمكين المسلم من معرفة نفسه وربه ومواصلة خلقه بالحسنى  والرفق و النفع لهم.

المسجد مدرسة علمية تعلم الأمي  مبادئ قراءته ودينه ويتعلم فيه المتعلم  ما يرقي  مداركه وما يشحذ عقله وينمي فيه حب التعلم والتعليم ليزداد يقينا وسموا في معارج الارتقاء بالروح والنفس إلى مقام النفس الكاملة المرضية الخاضعة تماما لعز وسلطان ربها.

إدراكا منا لهذه الحقيقة التي  بدونها لا يستقيم دين ولا يتم خلق فاضل ولا يكمل إيمان عبد. كان التنبيه على فضيلة العلم والتعليم والتعلم، حتى جاءت من الأحاديث ما ترفع أهل العلم والمتعلمين درجة عالية ومقاما ساميا لا تساميها عبادة مطلقا. قال تعالى: “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”  يخبر الله عباده أن الإيمان مع العلم  فضيلة عظيمة  ترفع القائم بها المتخلق بسلوك طريق أهلها درجات تعلوا على كل خلق آخر رفعة وشرفا  وفضلا : وقد قال بن عباس رضي الله عنهما : للعلماء درجات  فوق المؤمنين بسبعمائة درجة ما بين الدرجتين  مسيرة خمس مائة عام.

وقال صلى الله عليه وسلم مبينا مكانة المتعلم عند الله وفضله على غير الساعي إلى التعلم : ” باب من العلم يتعلمه الرجل خير له من الدنيا وما فيها” أخرجه بن حبان في روضة العقلاء.

وقال صلى الله عليه وسلم في فضل العالم و العلماء : “العلماء ورثة النبياء” أخرجه أبو داوود والترمذي وابن ماجة وبن حبان من حديث أبي الدرداء وقال : ” فضل العالم على العابد  كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب: أخرجه أبو داوود أيضا.

أيها الإخوة : لسنا هنا للإسهاب  في هذا الأمر لأنه مهما تتبعنا موضوع العلم وأثره والعلماء ودرجاتهم فلن نغني محله ولا نوفي الموضوع قدره غير توخينا من هذه المساهمة  المتواضعة إلى أن نرجع الأشياء لمصدرها و الغاية لوسيلتها، لنعلم  أن بيوت  الله المشيدة على تقوى من الله ورضوان هي التي تقام بها شعائر الله  وتصان فيها حرمته وتحقق فيه حقائقه. والحمد لله أن الله تعالى سمى أماكن عبادة المسلمين المتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم تارة بالبيت : “إن أول بيت وضع للناس” “وفي بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه”. وتارة يطلق اسم المسجد “لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه” وقال تعالى : “وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا”.

فكل مكان أقيم فيه أساس ليعبد فيه الله فهو بيت  من بيوت الله  ومسجد يؤمه  الركع السجود. وهذا المكان الذي نجتمع فيه اليوم كما اجتمعنا فيه ونجتمع فيه أبدا في حياتنا وبعد مماتنا هو بيت من بيوت الله أسسه مؤسسه في عهد مجدد الدين شيخ الإسلام الحاج محمد الكنسوسي جدد الله عليه سحائب رحمته وجزاه الله خيرا عن امة رسول الله.

هذا البيت الذي يطلق عليه عرفا الزاوية التجانية جدد بناءه وأعاد له هيأته ومكانته سليل الدوحة النبوية واحد أفراد الأسرة التجانية المتصلة نسبا وطريقة وعملا مشرقا بالقطب المكتوم مولاي أحمد بن محمد التجاني رضي الله عنه. أقول جدد ورفع قواعده وأحيى معالمه وسيره في هذه الصورة المشرقة و العمارة البهيجة  بمعية ومؤازرة  أهل الإحسان و الغيرة ؛ الخليفة سيدنا محمد الكبير بن سيدي أحمد بن سيدي محمد الكبير بن سيدي البشير ابن سيدي محمد الحبيب بن الشيخ التجاني رضي الله عنه وعنا به آمين.

جزاه الله وإخوته المحسنين خير الجزاء نجتمع فيه بقصد  التنويه بحق القائلين المشرفين على الزاوية الذين أعادوا إليها ما اندثر من معالمها وما تنوسية من نية مؤسسيها. أحيى الله بهم الأرض  وأنار بهم العقول وصارت الزاوية كما كانت يعبد فيها الله ويذكر فيها اسمه ويتلى فيها كتابه  ويتعلم فيها العلم النافع والدين القويم السليم، وها هي تباهي غيرها بإشراق أنوارها في محيطها وتفاخر بمن تربوا على يد مقدمها ومرشدها من تلاميذ وفقراء ورواد. فكتب للكل بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال كما ثبت في الصحيحين : “صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمس وعشرين ضعفا وذلك انه إذا توضأ وأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة  تصلي عليه ما دام في مصلاه : اللهم صل عليه اللهم ارحمه ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة”.

وإنه لمن الشكر لله شكر الواسطة الذي نهض لله فرفع الصرح بإعادة هيكلة هذه الزاوية المباركة التليدة وتجديد بنائها وإعلاء صواريها حتى صارت  في حالة حسنة رائقة المنظر مهيبة المطلع مزينة منمقة تسر الناظر وتبهج الحاضر. السيد الجليل والقدوة الأمثل الفاضل خليفة الشيخ التجاني سيدي مولاي محمد الكبير التجاني نور الله بطلعته المباركة هذه الحاضرة العتيقة مدينة مراكش، بحلوله بها  فكان نعم الرائد الفاتح الجامع للقلوب على الله فانتفع به كل من عرفه وأحبه منحاشا إليه بالتعظيم و التوقير. أفاده الله على فعله الجميل وأحسن إليه في الدارين وأصلح  على يديه هذا الدين القويم بإحياء السنة سنة النبي المختار من ذرية جدنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وطريقة جده القطب المكتوم سيدنا ومولانا أحمد التجاني رضي الله عنه وسقانا من سره بأعظم الأواني.

وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم :  “أشكركم للناس أشكركم لله” وفيه “من لم يحمد الناس لم يحمد الله”.

فلنحمد الله -إخواني- على أن هدانا لدينه وجعلنا من أمة رسوله الفاتح الخاتم وسلكنا -فضلا- في زمرة أحبابه من المنتسبين لطريقة خليفته المطلق سيدنا ومولانا احمد التجاني القطب الجامع والغوث النافع خاتم كمالات الأولياء وممدهم بالأسرار والفيوضات المصطفوية نيابة عن سيد الوجود خليفة الله المطلق حيث كان الله إلها كان الرسول صلى الله عليه وسلم خليفة يتصرف بإذنه ويمد بأمره الخير كله على يده. صلى الله عليه وسلم وعلى آله الشرفاء وأصحابه أهل الوفاء وأمته التابعة لهم في الرشد والاقتداء.

وأقول الحمد لله على عباده الذين اصطفى وسلام على رسوله المصطفى الكريم والحمد لله رب العالمين، آمين.

 

كتبه العبد الفقير إلى مولاه تعالى :

محمد الكبير بن الحاج الأحسن البعقيلي (أبو عقيل) الحسني أمنه الله بالدار البيضاء (المغرب)

في يوم الخميس سابع وعشرين ربيع الثاني عام 1427 موافق 25/05/2006.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى