مناسبات

الكلمة الافتتاحية – سيدي محمد الكبير التجاني

الكلمة الترحيبية لشيخ الطريقة التجانية

الكلمة الافتتاحية – سيدي محمد الكبير التجاني
بسم الله الرحمن الرحيم
الـلَّـهُــــــمَّ صَــــــلِّ عَــــــلَــى سَيِّــــــدِنَـا مُـــــحَـمَّــــدٍ،
الفَـــاتِــحِ لِـمَــــا أُغْـــلِـقَ، وَالخَــــاتِــمِ لِـمَـــا سَـبَــــــقَ،
نَاصِــرِ الحَقِّ بِالحَقِّ، وَالـهَادِي إِلَى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيـمِ،
وَعَــــلَى آلِــــهِ حَــــقَّ قَـــــدْرِهِ وَمِـــقْــدَارِهِ الْعَــــظِـيـمِ،
حَضَرَاتِ السَّادَةِ الأَفَاضِلِ مِنَ الشُّرَفَاءِ وَالعُلَمَاءِ، وَالمُقَدَّمِينَ وَالفُقَرَاءُ. السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
فِي هَذَا الجَوِّ الرَّبَّانِيِّ المَهِيبِ، فِي رِحَابِ هَذِهِ الزَّاوِيَةِ المُضِيئَةٌ أَنْحَاؤُهَا بِأَنْوَارِ القُرْآنِ العَظِيمِ، العَبِقَةُ أَرْجَاؤُهَا بِعِطْرِ أَنْفَاسِ الصَّلاَةِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي جِوَارِ القُطْبِ الرَّبَّانِيِّ وَالخَتْمِ المُحَمّدِيِّ الفَرْدَانِيِّ، سَيِّدِنَا أَبِي العَبَّاسِ مَوْلاَنَا أَحْمَدَ التِّجَانِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. نَفْتَتِحُ هَذَا المَجْمَعَ المَيْمُونَ المُبَارَكَ فِي هَذَا اليَوْمِ المَشْهُودِ الذِي يُصَادِفُ تَمَامَ قَرْنَيْنِ مِنَ الزَّمَانِ عَلَى وَفَاةِ شَيْخنَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَانْتِقَالِهِ إِلَى جِوَارِ رَبِّهِ رَاضِياً مَرْضِياً.
أَيُّهَا السَّادَةُ الأَفَاضِلُ الكِرَامُ،

 

إِنَّ مَوْلاَنَا الشَّيْخَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَرِثَ عَنْ سَيِّدِ الوُجُودِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخِلاَفَةَ فِي التَّوْجِيهِ وَالإِرْشَادِ وَالدِّلاَلَةِ عَلَى اللهِ، وَهُوَ بِدَوْرِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَرَّثَ لِخُلَفَائِه وَمُقَدَّمِيهِ هَذِهِ الأَمَانَةَ عَلَى وِفْقِ مَنْهَجٍ فَرِيدٍ، وَطَرِيقِ سُلُوكٍ مُتَمَيِّزٍ قَدِيمٍ جَدِيدٍ. لأَنَّهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَجَعَ بِقَوَاعِدِ التَّرْبِيَّةِ وَالسُّلُوكِ إِلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الصَّدْرِ الأَوَّلِ لِلإِسْلاَمِ عَلَى مَدَى القُرُونِ الخَيِّرَةِ الثَّلاَثَةِ التِي قَالَ فِيهَا سَيِّدُ الوُجُودِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “خَيْرُ القُرُونِ قَرْنِي ثُمَّ الذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الذِينَ يَلُونَهُمْ”.
فَمَنْهَجُهُ رَضيَ اللهُ عَنْهُ فِي السُّلُوكِ وَالتَّسْلِيكِ مَنْهَجُ مَنْ قَالَ رَبِّيَ اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامَ.
وَعَلَى بُعْدِ قَرْنَيْنَ مِنَ الزَّمَانِ مِنْ وَفَاتِهِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ وَانْتِقَالِهِ إِلَى جِوَارِ مَوْلاَهُ، بَرَقَتْ هَذِهِ البَوَارِقُ اللاَّمِعَةُ، وَلاَحَتْ مِنَ اللهِ تَعَالَى هَذِهِ الأَنْوَارُ المُضِيئَةُ السَّاطِعَةُ، المُنْبِئَةُ عَنْ تَجْدِيدِ مَعَالِمِ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ الرَّبَّانِيَةِ، وَإِشْرَاقَةٍ كُبْرَى لِهَذِهِ الوَسِيلَةِ المُحَمَّدِيَّةِ التِّجَانِيَةِ، فَقَدْ ثَبَتَ عَنْ مَوْلاَنَا الشَّيْخِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: “تَاتِي عَلَى أَصْحَابِنَا فِي آخِرِ الزَّمَانِ فَيْضَةً فَيَدْخُلُ النَّاسُ فِي طَرِيقَتِنَا أَفْوَاجاً”.
أَيّهَا السَّادَةُ الفُضَلاَءُ الأَجِلاَّءُ،

 

إِنَّ هَذَا الجَمْعَ المَيْمُونَ الطَّالِعَ، المُوَافِقَ لِتَمَامِ مِائَتَيْ سَنَةٍ عَلَى انْتِقَالِ سَيِّدِنَا الشَّيْخِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ التُّرَابِيَّةِ الفَانِيَّةِ، إِلَى الدَّارِ النُّورَانِيَّةِ البَاقِيَّةِ، يَأتِي بَعْدَ أنِ اسْتَكَمَلَتْ زَاوِيَتُهُ المُبَارَكَةُ هَذِهِ إِصْلاَحَهَا، وَأَخَذَتْ زِينَتَهَا، وَبَعْدَ الجَمْعِ الكَبِيرِ لأَهْلِ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ المُبَارَكَةِ قَبْلَ سَنَتَيْنِ، وَبَعْدَ تَفَضُّلِ مَوْلاَنَا الإِمَامِ أَمِيرِ المُومِنِينَ ابْنِ أُمَرَاءِ المُومِنِينَ صَاحِبِ الجَلاَلَةِ المَلِكِ مُحَمَّدٍ السَّادِسِ أَعَزَّهُ اللهُ وَنَصَرَهُ بِإِصْدَارِ ظَهِيرِهِ المَوْلَوِيِّ الشَّرِيفِ، سَيْراً عَلَى نَهْجِ أَسْلاَفِهِ الكِرَامِ، القَاضِي بِإِصْدَارِ ظَهَائِرِ التَّوْقِيرِ وَالاحْتِرَامِ، لأَسْلاَفِنَا رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنِ الجَمِيعِ. مَعَ مَا سَيَصْحَبُ هَذَا الجَمْعَ إِنْ شَاءَ اللهُ مِنْ إِعْلاَنِ الشُّرُوعِ فِي تَرْمِيمِ “دَارِ المَرَايَا” مَحَلِّ سُكْنَى سَيِّدِنَا الشَّيْخِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
كُلُّ هَذِهِ الاِتِّفَاقَاتِ تُنْبِئُ عَنْ بِدَايَةِ خَيْرِ، وَإِشْرَاقَةِ يُمْنٍ طَالِعٍ، يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ مُحَفِّزاً لَنَا لِلمُضِيِّ عَلَى نَهْجِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا الشَّيْخِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي الأَخْذِ بِيَدِ عِبَادِ اللهِ إِلَى اللهِ، وَتَصْحِيحِ مَسَارِ العَمَلِ فِي هَذَا المِضْمَارِ، مُسْتَنِيرِينَ بِإِرْشَادِ سَيِّدِنَا الشَّيْخِ وَتَوْجِيهِهِ، جَامِعِينَ لِهِمَّتِنَا عَلَيْهِ، وَاقِفِينَ عَلَى حُدُودِ نَهْجِهِ القَوِيمِ، الذِي هُوَ الصِّرَاطُ المُسْتَقِيمُ عَلَى وِفْقِ عَقِيدَةِ سَادَاتِنَا أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، وَمَذْهَبِ إِمَامِ دَارِ الهِجْرَةِ، وَسُلُوكِ أَهْلِ اللهِ الأَصْفِيَاءِ، وَخَاصَّةِ عِبَادِهِ الأَوْلِيَاءِ، لَهِجِينَ بِشُكْرِ اللهِ تَعَالَى عَلَى نِعَمِهِ، مُكْثِرِينَ مِنَ الصَّلاَةِ عَلَى الوَاسِطَةِ فِي إِيصَالِهَا سَيِّدَنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرَّفَ وَكَرَّمَ وَمَجَّدَ وَعَظَّمَ. دَاعِينَ اللهَ مُتَضَرِّعِينَ أَنْ يَحْفَظَ بِحِفْظِ، فَاللهُ خَيْرٌ حِفْظَا، وَيَرْعَى بِرِعَايَةِ، إِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا، مَنْ رَعَى هَذَا الجَمْعَ وَيَسَّرَ أَسْبَابَهُ، وَلَمْ يَزَلْ لأهْلِ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ مَلاَذاً، وَلأَهْلِ الإِسْلاَمِ قَاطِبَةً حَامِياً وَسَنَداً، أَمِيرَ المُومِنِينَ ابْنَ أُمَرَاءِ المُومِنِينَ صَاحِبَ الجَلاَلَةِ مَوْلاَنَا مُحَمَّداً السَّادِسَ أَدَامَ اللهُ نَصْرَهُ، وَأَطْلَعَ فِي سَمَاءِ المَجْدِ شَمْسَهُ وَبَدْرَهُ، وَأَقَرَّ عَيْنَهُ بِوَلِيِّ عَهْدِهِ المَوْلَى الحَسَنِ، وَشَدَّ أَزْرَهُ بِشَقِيقِهِ المَوْلَى الرَّشِيدِ. وَتَغَمَّدَ اللهُ بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوَانِ المَشْمُولَيْنِ مِنَ اللهِ تَعَالَى بِجَزَاءِ الإِحْسَانِ، مَوْلاَنَا مُحَمَّداً الخَامِسِ وَمَوْلاَنَا الحَسَنِ الثَّانِي وَأَجْزَلَ لَهُمَا الثَّوَابَ.
وَعَلَى الرَّحْبِ وَالسَّعَةِ نَزِلْتُمْ، وَبِالخَيْرَاتِ وَالمَسَرَّاتِ وَرِدْتُمْ وَصَدَرْتُمْ. وَهَنِيئاً ثُمَّ هَنِيئاً عَلَى تَجْدِيدِنَا لِلصِّلاَتِ، وَتَمْتِينِنَا لِعُرَى العُهُودِ الوُثْقَى التِي لاَ انْفِصَامَ لَهَا.

وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى