مقالات

اجتماع نعلي القدمين الشريفتين بيد الدوحة العلوية الشريفة

بمناسبة نفحات عطر مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم لعام 1446 الموافق 2024
موقع الطريقة التجانية الرسمي ينشر للفقيه الجليل الأستاذ عبد اللطيف الأشقري البگدوري هذا التقرير عن إجتماع نعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد الدوحة العلوية الشريفة بارك الله في عمر حاميها الملك المعظم سيدي محمد السادس نصره الله وأيده.

بسم الله الأحد الرحمن، الملك الحق الرحيم الكبير المتعال، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الشفيع ، ذي القدر الشامخ الرفيع ، وعلى ءاله البدور ، وعلى صحابته صدور الصدور …..أما بعد ….ذكر السي عبد الكريم الخطيب رحمه الله في مذكراته، وسمعنا منه مشافهة هذه القصة في مجالس متعددة ، أن ءاخر السلاطين العثمانيين عبد المجيد لما كان منفيا بباريس ، دعا ذات يوم السيد قدور بنغبريط الذي كان محافظا لمسجد باريس الكبير ، وقال له ما محصله ، أن الخلفاء المتعاقبين كانوا يتوارثون أثرا نبويا ، و أن الأثر الذي كان عند بني عثمان الأتراك هو نعل من نعال المصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم ، وأن لامتلاك هذا الأثر رمزا ذا دلالات متعددة الأبعاد ، وأنه لما ءال أمرهم إلى ما ءال إليه ، جال بنظره في عالم المسلمين فلم يجد أحق بذلك الأثر من السلطان المعظم مولانا محمد الخامس أكرم الله مثواه ، فسلمه النعال الشريفة ليسلمها له ، ولعلها كانت نعلا مفردة ، ولربما ءالت إلى بني عثمان بعد أن كانت محفوظة بدار الحديث الأشرفية موروثة عن سيدتنا ميمونة أم المومنين رضي الله عنها كما هو مذكور عند بعض المؤرخين والله أعلم ……وقد ذكر بعضهم أن فردة من نعاله صلى الله عليه وسلم كانت عند بعض الأشراف الحسينيين الصقليين بفاس كانت ءالت إلى السلطان المعظم مولانا إسماعيل ، فاجتمع بهما للأشراف السادات العلويين امراء المومنين ، أثر القدمين الشريفين ، بكل دلالاتهما من البركة والاقتفاء والاقتداء و رسوخ القدم والثبات والثبوت والاستقرار والدوام و الاستمرار …..ولا يخفى ماكان على الدوام للمغاربة من عناية بشمائله صلى الله عليه وسلم و أوصافه وخصاله وسيرته وءاثاره ولاسيما النعال الكريمة، لرمزيتها العظيمة، فذكروا في كتبهم شكلها وهيأتها ولونها وغير ذلك مما يتعلق بها ، بل أفردوها بالتأليف والتصنيف في كتب عديدة ، وأنشأوا في مدحها القصائد الكثيرة مما يضيق المجال بحصره ، ورسموا مثالها وتفننوا وأبدعوا في تزويقه، وضمنوه في كتبهم المشتملة على سيرته وخصائصه و شمائله والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم ومجد وعظم….أعاد الله على أمير المومنين وعلينا وعلى هذه الامة من بركات أثره صلى الله عليه و سلم و أنفاسه ،الموروثة حسا ومعنى ، وأبقى الله ظلال ذلك عليه و علينا حصنا منيعا من الآفات والبلايا ، وركنا ركينا للنصر و التمكين ،والفتح المبين ، إذ لا يخفى على ذي بصيرة معنى ما سطرته ، ودلالة ما كتبته ، مصدقا به و معتقدا بركته و رمزه الدال على أن سر الخلافة هاهنا استقر ، وأن الله جمع هاهنا من الخيرات ما تفرق ، وأن مستقبل الامة بإذن الله تعالى من مغربها سيشرق، وأن الالطاف والعناية ،التي لاسبب في الحقيقة غيرها ، لازالت تحف هذا البلد الأمين ببركات أنفاس النبي المصطفى الكريم ، الذي هو بهذه الأمة رؤوف رحيم ….وبمناسبة هذه البارقة التي برقت في هذا الوقت من السحر ، وقدوم ذكرى التحام الشعب بإمامه وعرشه ، في تلك الملاحم البطولية الخالدة المشرقة ، وذكرى مولد أمير المومنين ،الذي شاء الله أن يكون في اليوم الموالي للذكرى ، إيذانا بأن الله تعالى جعل لهذا البلد من الكرامة العظيمة ما اقتضى تسلسل الخيرات والبركات بظل هؤلاء الأشراف الكرام ، كلما غاب نجم منهم لاح نجم ، وكلما انتقل الى الرفيق الأعلى بطل أعقبه بطل ءاخر من صلبه وعقبه، يحمل المشعل كما حمل ،و يصون ويحمي ، ويشيد ويبني ، ذرية بعضها من بعض، “”والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم و ما ألتناهم من عملهم من شيء “” فنسألك اللهم بحق أسمائك و صفاتك ،وقدر جاه نبيك عندك أن تحفظ مولانا أمير المومنين ، وتصلح شأنه كله، ظاهره وباطنه ، وتكسوه حلل الصحة والعافية ، محروسا بعين رعايتك ، موفقا بأنوار سدادك و هديك ، محجوبا بحجاب قهرك ، من كل شيطان مريد ، وجبار عنيد ، قرير العين بولي عهده المصون في حوزة حماك ، وتخصهما بالمحبة والمحبوبية ، والرفعة و الخصوصية في الدين والدنيا والآخرة ، إذ الأمر كله إليك ، والخير كله ببديك ، سبحانك ، يامن لا تنفد خزائنه. ولا تنقضي عطاياه ومواهبه ، وصل اللهم وسلم وبارك على الموفي بالعهود و العقود، النبي الشاهد الشهيد على كل مشهود ، القائم بالخلافة عن الرب المعبود ، سيدنا ومولانا محمد شمس ظهيرة الخليقة ، وعبد الله القائم بحقه على الحقيقة ، وعلى ءاله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أثيرا دائما أبدا سرمدا لا ينقطع ولا يفنى ولايبيد في الملك والملكوت ، وسرادقات العز والجبروت ، بقدر عظمة ذاتك ، وسعة سر أسمائك و صفاتك …والحمد لله أولا وءاخرا وظاهرا وباطنا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى